أمراض الأطفال

كيف يتم تشخيص التوحد: الفهم الشامل لعملية التشخيص

شارك على:

التوحد هو اضطراب تطوري يؤثر على القدرات الاجتماعية والتواصلية للأفراد. وبينما يمكن أن يظهر التوحد في سنوات الطفولة المبكرة، إلا أن عملية تشخيصه تتطلب تقييمًا دقيقًا واحترافيًا. في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على كيفية تشخيص التوحد، بما في ذلك العلامات والأعراض المميزة والأدوات المستخدمة في عملية التشخيص.

الفهم الأساسي للتوحد:

لفهم كيفية تشخيص التوحد، يجب أن نبدأ بفهم الاضطراب نفسه. التوحد هو اضطراب طيفي يتضمن مجموعة متنوعة من الصعوبات الاجتماعية والتواصلية، وكذلك سلوكيات متكررة ومتكررة. يتأثر الأفراد المصابون بالتوحد بطرق مختلفة، حيث يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة.

العلامات والأعراض المميزة:

  1. صعوبات التواصل: يمكن أن تشمل هذه الصعوبات عدم القدرة على تطوير مهارات اللغة بشكل طبيعي، واستخدام لغة الجسد والتعبير الوجهي بشكل غير عادي، وتكرار العبارات أو الأصوات.
  2. صعوبات في التفاعل الاجتماعي: يمكن أن تظهر هذه الصعوبات في عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن مشاعرهم الشخصية، وصعوبة في إقامة علاقات صداقة.
  3. اهتمامات محدودة وسلوكيات مكررة: يمكن أن يتعلق هذا بتركيز مكثف على مواضيع معينة مثل الأرقام أو الأنماط، وتكرار الأفعال أو الروتينات بشكل منتظم.
  4. حساسية شديدة للمحيط: يمكن أن تكون الحواس المرتبطة بالحساسية لديهم مفرطة، مما يؤدي إلى تفاعلات شديدة مع الأصوات والأضواء والروائح.

عملية التشخيص:

عملية تشخيص التوحد تتضمن عدة خطوات مهمة:

  1. التقييم الأولي: يبدأ التشخيص عادة بتقييم أولي للطفل أو الشخص المشتبه في إصابته بالتوحد. يمكن أن تشمل هذه الخطوة مراقبة سلوكياته ومراجعة التاريخ الطبي والمحادثات مع الأهل والمعلمين.
  2. التقييم السريري: يجري الأخصائيون النفسيون أو الأطباء تقييمًا دقيقًا للشخص المشتبه في إصابته بالتوحد. يتضمن هذا التقييم الاستفسار عن العلامات والأعراض ومراجعة السجلات السريرية.
  3. استخدام أدوات التقييم: يعتمد الأخصائيون على أدوات تقييم مثل اختبارات التوحد المعترف بها عالميًا مثل ADOS (Autism Diagnostic Observation Schedule) وADI-R (Autism Diagnostic Interview-Revised) لمساعدتهم في تقدير وتشخيص التوحد.
  4. تقديم التوجيه: بعد التشخيص، يقوم الأخصائيون بتوجيه الأهل والمعنيين حول الخيارات المتاحة للعلاج والدعم. تشمل هذه الخيارات العلاج السلوكي والعلاج النفسي والعلاج النفساني.

الختام:

عملية تشخيص التوحد تتطلب فريقًا متخصصًا من الأخصائيين النفسيين والأطباء. تتغير علامات وأعراض التوحد من شخص لآخر، مما يجعل العملية تحتاج إلى تقييم دقيق واهتمام فردي. إذا كنت قلقًا بشأن طفلك أو شخص مقرب منك، فلا تتردد في طلب المشورة من الأخصائيين المختصين، حيث يمكن أن يكون التدخل المبكر مفيدًا لتوفير الدعم اللازم وتحسين جودة الحياة.


شارك على:
السابق
فهم حياة الريف وأهميته في العالم الحديث
التالي
ما هي أفضل جامعة في العالم